كلمة ترحيب 

إنه لمن دواعي السعادة والسرور أن أقدم لكم هذا الموقع الجديد لمصرف ليبيا المركزي (الإدارة العامة) على شبكة الانترنت، الذي نتطلع أن يوفر لزائريه العديد والمتنوع من المعلومات والبيانات والتحليلات المتعلقة بالأنشطة المصرفية والاقتصادية التي يضطلع بها المصرف المركزي في حلته الجديدة.

لعل الكثيرين يتساءلون ماذا يعني المصرف المركزي (الإدارة العامة)! إنه لسؤال جوهري في زمن الثورة الربيعية التي غيرت مسيرة الوطن الذي نام في أحضان الدكتاتورية فترة زادت على أربعة عقود ونيف، تزامنت مع مصدر واحد للثروة أفرز مركزية شديدة جعلت المركز هو بؤرة كل شيء مما أفقد الوطن بريقه ومصادر ثرواته الظاهرة منها والباطنة وجعل حلم كل ليبي أن يستلم مرتبه في نهاية كل شهر مصحوباً بحصته من الجمعية الاستهلاكية مما أفقد الوطن فرصته في التنوع الاقتصادي وأفقد القطاع المالي والمصرفي قدرته على الإصلاح والتطوير وتقديم أفضل الخدمات رغم المحاولات المتواضعة التي بذلت في أواخر سنوات النظام السابق.

إن التغيير نحو الأفضل هو هدفنا ولن يكون ذلك إلا من خلال مكافحة المركزية وبالتالي تفتيتها، وإعطاء الفرص العادلة للجميع، وتمكين كل المدن في بلدنا الحبيب من الاستفادة من المزايا الاقتصادية النسبية المتاحة في مجالات عديدة ومتنوعة، تفسح المجال لنهضة اقتصادية حقيقية، يكون النفط مصدراً رئيسياً لتمويلها، ولن يكون مجرد وعاء استهلاكي واسع يخدم اقتصاد الغير في ريعية مفرطة تصل إلى درجة التطرف في عمقها الاستهلاكي والاجتماعي القائم على توزيع الثروة بدل استثمارها وتراكمها الإيجابي في إطار التنمية المستدامة والتطلع نحو الأفضل.

إن مواجهة المركزية ستكون محوراً هاماً في القطاع المصرفي الذي نتطلع إلى إصلاح محاوره في إطار الأهداف التالية:

  • إدخال خدمات مصرفية مماثلة للمصارف في أفضل البلدان من خلال تطوير خدمات القطاع ورفع جودة إمكانياته.
  • إدخال محور الاستقرار المالي كأحد الأهداف الرئيسية لمواجهة الاخطار المحتملة في الإطار الجزئي والكلي بما يحقق القدرة على مواجهة الصدمات والتعامل معها.
  • العمل على رفع كفاءة القطاع المالي وخاصة السوق المالية حتى تكون مؤهلة لاستيعاب أدوات الدين العام بيعاً وشراءً بما يسمح للمصرف المركزي التحكم في عرض العملة والمساهمة حسب حاجة الاقتصاد في التوسع والانكماش وفقاً للظروف المتغيرة التي تواجه الاقتصاد المحلي.
  • توجيه الموارد المصرفية حتى تكون فاعلة في التنمية والمساهمة في الاقتصاد الحقيقي.
  • إدخال الصيرفة الإسلامية كرافد هام من روافد التمويل وخاصة في إطار المنتجات ذات العلاقة بالتنمية.

 بالطبع ستولي الإدارة العامة بشكل رئيسي السياسات النقدية وتطوير أدواتها، والاهتمام بسعر الصرف ومحاولة إدارته بالشكل الذي يخدم أغراض المجتمع، وسيكون للإشراف والرقابة المصرفية دوراً هاماً في التوجه الجديد القائم على درء المخاطر وإتباع أفضل الممارسات الدولية.
وأخيراً ...

 نؤكد في مصرف ليبيا المركزي بأننا لن نوفر جهداً في تحديث وتطوير موقعنا بصفة مستمرة آملين أن يرقى إلى تطلعات المستفيدين من الخدمات المالية والمصرفية الهادفة لخدمة كل أبناء الوطن على قاعدة من البيانات والتطوير والمساهمة الفاعلة للجميع في إطار خالٍ من المركزية متطلع ومتلهف لبناء وطن قوي وقادر بإذن الله تعالى.

المحافظ
4.6.2015